ΑΝ ΠΕΘΑΝΕΙΣ ΠΡΙΝ ΠΕΘΑΝΕΙΣ, ΔΕ ΘΑ ΠΕΘΑΝΕΙΣ ΟΤΑΝ ΠΕΘΑΝΕΙΣ

(ΠΑΡΟΙΜΙΑ ΟΡΘΟΔΟΞΩΝ ΜΟΝΑΧΩΝ)

Τετάρτη 13 Αυγούστου 2014

يسوع المسيح ابن داود


 
فقرة تهتم بشرح نقاط أساسيّة وأمور رئيسيّة تساعدنا أكثر على فهم إيماننا

 Άρθρα για το χαρακτηρισμό του Χριστού ως "Υιού του Δαβίδ", την εξουσία Του να συγχωρεί αμαρτίες (δηλωτική της θεότητάς Του), το Πάθος & την Ανάστασή Του. Από την ιστοσελίδα του Πατριαρχείου Αντιοχείας και της Ιεράς Μονής των Ποιμένων. Δείτε και εδώ

 «إِرحَمنا يا ابنَ داوُد!»

ما سر هذه التسمية : ابن داود؟

تعريف:
كان اليهود يؤمنون بأن المسيح سيولد من نسل داود بحسب نبؤات الأنبياء في العهد القديم.
ووفق ما جاء في التاريخ فإن داود الملك هو من نسل ابراهيم أبو الاجداد والآباء وأبو كلّ المؤمنين خليل الله.

وهنا لا بد من تسليط الضوء على أهميّة هذا اللقب، وأهميّة هذا النسب وتسلسله، أي شخص داود الملك وشخص ابراهيم وارتباط اللقب بموضوع الوعد الذي أعطاه الله لابراهيم وتجدّد بدوره لداود النبيّ، والذي على أساسه أتى المسيح المخلّص.

ابراهيم:
اسم إبراهيم في الأصل هو " أبرام" وينتمي إلى نسل سام إبن نوح، واعتبر ابرام أبو لوط عرفًا بعد أن توفى أباه الذي هو شقيق ابرام.
كان اسم زوجة أبرام ساراى، وكانت عاقراً ليس لها ولد، وهما من نفس الأب ولكن من أم مختلفة. pat
عاش أبرام في أور الكلدانيين حيث كان الناس يعبدون الأوثان، العراق اليوم.

لم تكن هذه المدينة بعيدة عن بابل التي حاول نمرود أن يبني فيها برجاً شامخاً.

ولكن في الحقيقة كان قلب أبرام ينبع بشيء مختلف، فأظهر الله نفسه له وتكلّم معه:
"وقال الرب لأبرام اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك، إلى الأرض التي أريك. فأجعلك أمةً عظيمةً، وأباركك، وأعظم اسمك، وتكون بركةً. وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض.’’ (تك 1:12-3).

وهكذا آمن أبرام بالرّب، فحسبه له الرّب برّاً. (تك 1:15-6)

وكلمة أؤمن التي تأتي منها كلمة " آمين" تعني "نعم؛ أوافق"، وهذا هو معنى الإيمان، أي أؤمن يا رّب بكلامك لأنّه حقيقي.

وهكذا وعد الله ابرام أنّه سيجعل منه أباً لأمّةٍ عظيمة ٍبالرغم من تقدّمه وزوجته في السن وعدم انجابهما، وكان قد تعدّى السبعينات.

ولكن ما هو المعنى الحقيقي لكلمة نسل؟ وكيف الله غيّر اسم ابرام لابراهيم؟.

فبعد سنين مضت ولمّا كان أبرام ابن تسعٍ وتسعين سنةً، ظهر الرّب له وقال: " أنا الله القدير. سِر أمامي وكن كاملاَ. فأجعل عهدي بيني وبينك وأُكَثِّرَكَ كثيراً جداً. فهوذا عهدي معك، وتكون أباً لجمهورٍ من الأمم. فلا يُدعى اسمك بعد أبرام، بل يكون اسمك إبراهيم. لأني أجعلك أباً لجمهور من الأمم. وأكثِّرك كثيراً جداً، وأجعلك أمماً، وملوكٌ منك يخرجون. وأقيم عهدي بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك في أجيالهم، عهداً أبدياً."

كما غيّر الله اسم زوجته من ساراي إلى سارة ووعهده بأن يعطيه منها أبناً بعد أن كان له اسماعيل من هاجر. وهي كان لها من العمر تسعين سنةً.

فهذه الآيات تترجم عهدًا جديدًا: أبرام أصبح " إبراهيم" الذي يعني " أباً لكثيرين" وساراي أصبحت "سارة" الذي يعني "أميرة".|

من هذا النسل سيأتي ملوكاً وأنبياء كثيرون، وفي النهاية، سيأتي مخلّص العالم. وهذا تمامًا ما فسرّه بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطيّة. " نسل وليس أنسال."

داود الملك:
وُلِد داود في القرن العاشر قبل الميلاد قرب منتصف الزمن بين إبراهيم والمسيح، ومعنى اسمه "المحبوب". هو أصغر أولاد يسّى السبعة الذي عاش في بيت لحم وكان راعيًا ناجحًا، إلا أنّه كان الأقرب إلى قلب الله.

كان داود من سبط يهوذا الذي تنبأ عنه يعقوب بأن صولجان الملك لن يزول منه، أي بأنّه ستكون قيادة بني إسرائيل وملوكهم من سبط يهوذا (سفر التكوين ٤٩: ١٠)

da فقد مُسح داود ملكًا على يد صموئيل النبيّ وهو مازال صغيرًا قي السن وكان شاول مازال ملكًا، ونتيجة انتصاراته لاحقًا تُوّج ملكًا، وهو الذي نقل العاصمة الى أورشليم. كما أتى بتابوت العهد الى خيمة الشهادة.
هو من وحّد مملكة بني إسرائيل إذ كان ملكًا عليها لأربعين سنة وأصبح نموذجاً وملهمًا.
وعده الله أن يدوم بيت داود ومملكته إلى الأبد لذلك قيل أن المسيا أي المسيح سوف ينحدر من داود.
"متى كملت ايامك واضطجعت مع ابائك اقيم بعدك نسلك الذي يخرج من احشائك واثبت مملكته" (2صم13,12:7).

يُنسب تأليف معظم كتاب المزامير لداود.

سعى داود إلى بناء بيت لله في أورشليم القدس، وقال الله له انه سيتم بناء البيت، ولكن ليس من قبله بل من قبل أحد أبنائه، لأن داود كان يخوض غمار الحروب وكان من الواجب أن يكون بيت المقدس بيت سلام، إلاّ أن ذلك لم يمنعه من أن يقدّم بسخاء أموالاً طائلةً وكلّ المستلزمات اللازمة لبناء ذلك البيت.

ختم داود حياته بهذه الكلمات:" إِلَهُ إِسْرَائِيلَ تَكَلَّمَ، صَخْرَةُ إِسْرَائِيلَ قَالَ لِي: عِنْدَمَا يَحْكُمُ إِنْسَانٌ بِعَدْلٍ عَلَى النَّاسِ وَيَتَسَلَّطُ بِمَخَافَةِ اللهِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ عَلَيْهِمْ كَنُورِ الْفَجْرِ، وَكَالشَّمْسِ يَشِعُّ عَلَيْهِمْ فِي صَبَاحٍ صَافٍ، وَكَالْمَطَرِ الَّذِي يَسْتَنْبِتُ عُشْبَ الأَرْضِ". (ﺻﻤﻮﺋﻴل ﺍﻟﺜﺎﻧي ٢٣ : ٣-٥).

ملاحظة: كان اليهود يصلّون يومياً في صلواتهم الثابتة أن يجدد الله ملكوت بيت داود على وجه السرعة بإقامة عرشه في أورشليم القدس المبنية من جديد وأن يرفع سليله المسيح بن داود ويمكّنه من أن يزدهر، لأن قدوم المسيح يجلب السلام.

وهذا ما يترجم وجود آيات أخرى تصب في السياق نفسه:

- فَبُهِتَ كُلُّ الْجُمُوعِ وَقَالُوا:"أَلَعَلَّ هذَا هُوَ ابْنُ دَاوُدَ؟ (متى 12: 23)

- وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:"ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا. (متى 15: 22)

- وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: "ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ (متى 20: 30)

- وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ:"أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ" (متى 21: 9)

وهذا كله ليشير إلى ما ينتظرونه من سلام وما وجدوه في يسوع وشاهدوا عجائبه.

هذا من ناحية اليهود أمّا من ناحية الإنجيل فنجد ما يلي:

نسب يسوع:
j - يؤكّد الملاك جبرائيل للعذراء مريم: " وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ "

- نسبي يسوع الذين تم ذكرهما في متى 1: 1- 17 وفي لوقا 3: 23- 38.

أول هذين النسبين يشير إلى نسبه من يوسف المفترض بأن يكون هو والد يسوع ، وهذا يظهر أنه انحدر مباشرة من النسل الملكي للملك داود.

وأيضًا من جهة أمّه، مريم العذراء، فنسبها الذي ذكر في لوقا 3: 23- 38 يُظهِر أنها كانت ذات نسباً مباشراً لداود. إذاً هو ابن داود من ناحية النسب والشرع.

خلاصة:
وفقاُ لنبؤات العهد القديم، فالمسيا المنتظر كان لابد له وأن يكون من نسل إبراهيم (التكوين 21: 12 وغلاطية 3: 16) وأيضاً من نسل داود ( أنظر مزمور 132: 11 وأعمال الرسل 2: 29- 30). وكان يسوع من نسلهما.

وهذا ما أعلنه متى الإنجيلي في بداية إنجيله: " كتاب يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ "

نعم حق قالله وعده ليس لإبراهيم وداود فقط (سفر التكوين 21: 12، مزمور 132: 11) بل للناس أجمعين( التكوين 3: 15) فكان هو بذاته الراعي الصالح الذي تجسّد خلاصًا للبشريّة جمعاء .

فيا يسوع المسيح يا ابن داود ارحمنا وخلّصنا.


قراءة في انجيل المخلّع - يسوع هو الله نفسه
 

 قراءة في إنجيل:  متَّى 9: 1-8

" في ذلك الزَّمانِ دخلَ يسوعُ السَّفينَةَ واجتازَ وجاءَ إلى مدينَتِهِ، فإِذَا بِمُخَلَّعِ مُلقًى على سَريرٍ قَدَّمُوهُ إليهِ: فلمَّا رأى يسوعُ إيمانَهُم قالَ للمُخَلَّع: ثِقْ يا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لكَ خطايَاك. فقالَ قَوْمٌ من الكَتَبَةِ في أَنْفُسِهِم: هذا يُجَدِّف. فَعَلِمَ يسوعُ أَفْكَارَهُم فقالَ: لماذا تُفَكِّرُونَ بالشَّرِّ في قلوبِكُم؟، ما الأَيْسَرُ أَنْ يُقَالَ مَغْفُورَةٌ لكَ خطاياكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ قُمْ فَامْشِ؟. ولكِنْ، لكي تَعْلَمُوا أنَّ ابنَ البَشَرِ لهُ سُلْطَانٌ على الأرضِ أنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا، (حينئذٍ قال للمُخَلَّع) قُمْ احْمِلْ سريرَكَ واذْهَبْ إلى بيتِك. فقامَ ومضَى إلى بيتِه. فلمَّا نظرَ الجموعُ تعجَّبُوا ومَجَّدُوا اللهَ الَّذي أعطَى النَّاسَ سُلْطَانًا كَهَذَا. "  jesus

تفسير:

الرّب يسوع هو الله نفسه. نعم هو الله المتجسّد والصائر انسانًا ليرتفع الإنسان إلى الإلهيّات.

في هذا المقطع الانجيلي الصغير كلام كبير وعميق جدًا.

سؤال طرحه يسوع على الكتبة بعدما عرف مكنونات قلوبهم وماذا يجول في خواطرهم:" لماذا تُفَكِّرُونَ بالشَّرِّ في قلوبِكُم؟.
وأتبعه بسؤال ثانٍ:" ما الأَيْسَرُ أَنْ يُقَالَ مَغْفُورَةٌ لكَ خطاياكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ قُمْ فَامْشِ؟".

نعم الله وحده يعرف مكنونات القلوب، وهو وحده كاشف النوايا والنفوس، والله وحده يغفر الخطايا، وهذا بالضبط ما فعله الرّب يسوع هنا.


نقرأ في العهد القديم :" فاسمع أنت من السماء مكان سكناك واغفر واعط كلّ انسان حسب كلّ طرقه كما تعرف قلبه لانك انت وحدك تعرف قلوب بني البشر" (2أخبار 30:6)

فلو أحسن الكتبة فهم الأسفار المقدّسة بقلب متواضع لعرفوه حتمًا وعرفوا أنّه الإله الحقيقي.

فيا من تجسّدت من أجلنا، وصُلبت فداءً عن كلّ واحد منّا، وقمت لتحيّنا ، تحنن علينا واشفنا نحن المخلّعين بخطايانا وبكبريائنا لنسير معك في درب الخلاص والحياة الآبدية. آمين.
قدّيسون

خميس الأسرار المقدس - أسبوع الآلام - غسل الأرجل



خميس الاسرار 

الفصح لفظة عبرانية معناها ( العبور) وسمي ايضا عيد الفطير أو خميس العهد أو خميس الأسرار وايضا يسمى العشاء الأخير .


لكي نفهم الفصح علينا ان نعود الى العهد القديم الى زمن النبي موسى .
الفصح هو إشارة لعبور الملاك المهلك عن بيوت العبرانيين وعدم ضربه لأبنائهم الأبكار عندما كانوا عبيدا في أرض مصر . واقتضى عمل الفصح خمسة أمور


1 - ذبح خروف كامل يكون عمره سنة بلا عيب أو مرض . 2 - يرش دمه على قائمتي الباب والعتبة العليا .
3 - شواء الخروف صحيحا دون أن يُكسر عظمه . 4 - أكله مع الفطير والأعشاب المرة .
5 - عدم إبقاء شيء منه إلى الصباح فالباقي يحرق . ونلاحظ في هذا كله الرمز إلى آلام المسيح وموته.


تحتفل الكنيسة بعيد الفصح أي العبور بفرح . إنه عبور المسيح إلى الآب وعبور المسيحيين أليه . لقد وهب المسيح ذاته للكنيسة في فعل حب كامل . وأراد أن يستمر هذا العطاء بين تلاميذه . فاختار الخبز والخمر رمزا لجسده المبذول من أجلهم .

الخبز يرمز إلى تعب الإنسان ومعاناته في سبيل العيش الكريم . والخمر تشير إلى فرح الملكوت .
والاثنان يعبران عن الحب العميق . ونحن إذ نشترك في هذا الفصح ، إنما حتى نعيش نفس القدر من الحب وبنفس المستوى من العلاقة . وهنا نرى المسيح يعطي رسما مختلفا عن الفصح .

فهناك في الفصح كان اليهود يتذكرون نجاة أبنائهم من الهلاك الزمني .
اما في العهد الجديد يتذكر المسيحيون نجاتهم من الهلاك الأبدي بموت المسيح فصحهم ( لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا ) (1كورنثوس 5 - 7 ) .


وقد أخذ المسيح رغيفا من الفطير الذي أمامه وطلب بركة الله عليه وشكر لأجله وكسر إشارة إلى جسده الذي سيكسر لأجل آثامنا ( الذي يبذل عنكم ) (لوقا 22 - 19 ) .
وقد واظبت كنيسة المسيح على هذا العمل فيما بعد . وبعدها أخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا ( اشربوا منها كلكم ) في الفصح اليهودي كان دم خروف الفصح يشير إلى دم المسيح ، لكن منذ ليلة العشاء الرباني اصبحت الكأس هي التي تشير إلى دم المسيح . ثم قال المسيح ( هذا هو دمي الذي للعهد الجديد ) . إن كلى العهدين القديم والجديد قد تثبتا بالدم .


لكن القديم كان بدم الحملان على يد موسى ( وأخذ موسى الدم ورش على الشعب وقال هذا هو دم العهد الذي قطعه الرب معكم ) (خروج 9 - 8 ) .


أما في العهد الجديد فقد تثبت العهد على يد المسيح بدمه .
في ليلة خميس العهد رسم المسيح العشاء الرباني فريضة دائمة في كنيسته إلى أن يأتي ثانية ( فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء ) (1كورنثوس 11 - 26 ) .


يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متآزرا بها غسل خطاياهم وطهرهم وجعلهم أنقياء وأجلسهم على مائدته . أحنى رأسه أمام تلاميذه كذليل ، ولكن باتضاعه رفعهم .
قال بطرس لن تغسل رجلي . لم يفهم بطرس ما معنى السلطة وغايتها كيف وهو السيد يغسل الأقدام كالعبد ؟ كيف وهو صاحب السلطة يتحول إلى مأمور ضعيف ؟ فالسلطة ، بالنسبة للمسيح كانت خدمة غايتها بنيان الذات والآخر . وإذا كانت السلطة تسلطا واستغلالا للآخر . فعاقبتها الثورة والموت . السلطة كما فهمها المسيح يجب الإكثار من استعمالها لأنها ستؤدي حتما إلى حياة أفضل للذات والآخر .


اذا الفصح المسيحي هو العبور من الموت إلى الحياة . رسم الأفخارسيتا هو قصة عيد مأساوي . يسوع يقدم ذاته فصحا جديدا عن البشرية ، فذبيحة يسوع ترتسم إذا في امتداد الفصح اليهودي لكنها علامة العهد الجديد لأنها تعلن موت المسيح وقيامته . نحن نحتفل في الأفخارستيا ، ويسوع حاضرا ومشاركا معنا . نعيد الكلمات التي تلفظ بها هو بنفسه ونؤمن بأنه حاضر معنا في كل احتفال . قال يسوع (إصنعوا هذا لذكري ) بصيغة الجمع اي المؤمنين جميعا .
سلام الرب معكم

(( اهكذا لاتقدرون ان تسهروا معي ساعة واحد ؟ اسهروا وصلوا لئلا تقعو في التجربة . الروح راغبة ، ولكن الجسد ضعيف)) متى26

مع محبتي للجميع بالمسيح ربنا آمين
كل عام و الجميع بألف خير
سامر يوسف الياس مصلح
بيت ساحور - 17/04/2014




الأسبوع العظيم من الصوم الأربعيني المقدس




الختن، كلمةٌ سريانيةٌ تعني في اللغة العربية (العريس).

نسمع هذه الكلمة مراتٍ عديدة في ليتورجيتنا، وخاصةً في صلاة نصف الليل، وصلاة الختن في الأسبوع العظيم من الصوم الأربعيني المقدس أيام (الأحد - الاثنين - الثلاثاء)، فنسمع: "ها هوذا الختن يأتي في نصف الليل، فطوبى للعبد الذي يجده مستيقظاً....".


وهذه الطروبارية مأخوذة من مثل العذارى في إنجيلي متى ولوقا، الذي طرحه السيد المسيح كأنموذجٍ للنفس البشرية في اختيارها طريق اليقظة والسهر الروحي من خلال اقتناء (الزيت) الذي هو الفضائل والأعمال الصالحة، حيث نسمع في المثل عن العذارى العشر اللواتي خرجنّ للقاء العريس (دلالة المجيء الثاني للسيد المسيح)، خمس عاقلات، وخمس جاهلات، أما العاقلات فكان معهن زيتاً كفاية، ليستقبلن فيه العريس الذي جاء في منتصف الليل (دلالة على قدوم السيد المفاجئ)، فكن متيقظاتٍ واستحققن أن يستقبلن العريس، ويأخذنَّ الطوبى. عكس العذارى الخمس الجاهلات اللواتي جاهدنَّ، ولكن ليس كفايةً، فلم يستحققنَ لقاء العريس وبقينَّ خارج العرس أي خارج الملكوت.

من هنا، فالكنيسة تحث المؤمنين على عدم الاستغراق في النوم، أي عيش اليقظة الدائمة التي من خلالها ننتبه إلى حياتنا وتصرفاتنا في حفظ وصايا الرب، ونكون متيقظين حتى نستحق في النهاية أن نستقبل يسوع (الختن)، في قلوبنا ليملك عليها، ولنكون مثل العذارى الخمسة اللواتي دخلن مع يسوع إلى العرس الإلهي.

كانت حياة المسيح كلها آلاماً وصليباً. فقد وُلد مصلوباً من الطبيعة، في أبرد شهور السنة، وُلد عرياناً لم تجد أُمُّه ما تغطي به جسده الغض. وُلد بين الحيوانات، في مغارة ليس بها باب. وهكذا بدأ حياته مصلوباً. جاع وعطش، تعب، حزن، بكى... آلام لا نهاية لها.

لذلك يمكن أن نلُخص حياته كلها التي قضاها على الأرض ونقول‏:‏ إنه وُلد وعاش هذه الثلاث والثلاثين سنة لكي يُصلب. وهذا هو النوع الأول من الآلام التي جازها المسيح على الأرض، آلام طبيعية، دخلت عليه، فقَبِلَها، ورضي بها اضطراراً، ولكنه اضطرار الحب. فالمسيح من عمق حبه قَبِلَ تلك الآلام، لم يمنع نفسَه من قبول الأوجاع والإهانات التي آتته. قَبِلَ كل هذا من جهة الحب والحق والاتضاع.


جاء والتزم بهذه الآلام الصغيرة من جهة المشورة الإلهية التي حتَّمت التجسد، وأن يصير إنساناً، في صورة عبد، يحمل آلام العبيد وأتعابهم. كل هذا لم يكن هو مُضطراً لقبوله قط ولا كانت حُتِّمت عليه بإلزام.

كان قادراً بقدرته الإلهية أن يبيد الأشرار بنفخة فيه، ولكنه تركهم يفعلون به كما يشاءون. كان يمكن أن لا يتعب من السفر ساعات طويلة فيسير على الماء أو حتى في الهواء، ولكنه لم يفعل. كان باستطاعته أن يُفجِّر من الأرض ينابيع ماء لا تنضب، ولا يطلب من السامرية ماءً ليشرب. كان يمكن أن لا يجوع، ذاك الذي أطعم الآلاف، ولكن إذ به يطلب من تلاميذه أن يبتاعوا له خبزاً.


في كل هذا، حجز قدرته الإلهية، لتمنعه من العوز والضيق ومن الحزن والألم، من الجوع والعطش.
كل الآلام السابقة كانت شركة مع البشرية، آلام دخلت عليه دخولاً طبيعياً. يقول سفر العبرانيين عن المسيح إنه كان مُجرَّباً مثلنا في كل شيء ما خلا الخطية طبعاً. ولكننا نقول إن هذه الآلام ليست هي الآلام التي فدت البشرية، فالفداء تم بالصليب والموت.

وهنا نأتي إلى النوع الثاني من الآلام التي جازها المسيح، وهي الآلام الخلاصية، آلام الفداء، الآلام التي انتهت بالموت. فبالموت وحده أكمل المسيح الفدية. "نفسٌ بنفسٍ". هذه الآلام دخل إليها المسيح دخولاً متعمَّداً مقصوداً وحتَّمها على نفسه ، وقَبِلَ حتميتها من يد أبيه الحانية، بل هو أتى إلى هذه الساعة، وارتضى أن يشرب كأس الصليب التي أعطاها له الآب. فالصليب، يا أحبائي، محسوب حسابه من قبل الزمن‏:‏ «عالمين إنكم اُفتديتم لا بأشياء تفنى..بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح، معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم، ولكن قد أُظهِرَ في الأزمنة الأخيرة من أجلكم».
من هنا جاءت حتمية الآلام وحتمية الفداء، فداء الموت. بل إننا نستطيع أن نقول أن صليب المسيح كان مرسوماً ومكتملاً في التدبير الإلهي كفعل كامل تم في المشورة الإلهية ولا يُنتظر إلا استعلانه بحسب الواقع البشري الزمني فقط. يقول في سفر الرؤيا‏:‏ «الذين ليست أسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذُبح». فالمسيح مذبوح بالفعل في المشورة منذ الأزل، وهو إلى الآن قائم كأنه مذبوح.

وهكذا فإن آلام الصليب الفدائية لها في الحقيقة وجهان‏:‏
وجهٌ بشعٍ يمثله حقد اليهود وشرهم المريع، والعداوة التي أضمروها والشهود الكذبة والقضاء الظالم، ثم عذابات الصلب والمسامير والجلد والبصق...، لهذا السبب أُعثِر غيرُ المؤمنين في الصليب، ظنوا أنه عن عجز وضعف. ولكن هذا هو الوجه الظاهر للصليب.

ولكن هناك وجه آخر مُشرق‏:‏ إنه مشورة الآب المحتومة منذ الأزمنة الأزلية، قبل تأسيس العالم. هذا الوجه ينضح حباً ومسرة، ويرتفع إلى أعلى مفهومات البذل الإلهي الفائق الوصف من نحو العالم، كما تقول الآية‏:‏ «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد». إنه حب مكنون في قلب الآب من جهة الابن، والذي على أساسه سلَّم ابنه للذبح. فهنا خطة الصليب لم تقم على شر الأشرار وظلم الظالمين ولكن على أساس الحق الإلهي والعدل الذي لابد أن يُستوفى هنا على الأرض. هذه الصورة مُبهجة جداً لذلك يقول‏:‏ «احتمل الصليب، مُستهيناً بالخزي، من أجل السرور الموضوع أمامه». فـ "أمامه"أي في الأزل، أي قبل أن ينـزل ويتجسد، أي أن المسيح كان يعرف مُسْبقاً تماماً ما هو سوف يُتممه في الزمن.

ونقول يا أحبائي، إن هذا الوجه المخزي المؤلم للصليب، لم يُثنِ المسيح عن تتميم مطالب الوجه السماوي المملوء طاعةً وكرامةً للآب، ثم حبه العميق من نحو البشرية. وقد كان من نتيجته انتصار الحب الإلهي، انتصاراً فيه تمجيد الله الآب بكل طاعة الابن. وانتصاراً لخلاص الإنسان على مدى الأيام والدهور كلها. نعم كان الصليب هو طريق الاتضاع والمذلة الإرادية المُذهلة؛ ولكنه كان هو هو في نفس الوقت الذي أوصل المسيح إلى قمة الانتصار والمجد السماوي، ومعه ملايين من الخليقة الجديدة من بني الإنسان الذين رفعهم إلى ذات المجد وذات النصرة وأدخلهم معه على الحياة الأبدية في شركة الآب وإلي ملء الفرح الأبدي.

والآن ما هي قيمة آلام المشاركة بالنسبة لنا؟
المسيح أخذ طبيعتنا بكل أتعابها التي دخلت فينا بسبب الخطية واللعنة، شارك البشرية في آلامها الطبيعية التي كانت محسوبة أنها لعنة بسبب الخطية. هو يسألنا‏:‏ أتبكون؟ يقول لنا‏:‏ لا تحزنوا، لقد بكيت مثلكم. أتجوعون وتعطشون؟ لقد جُعتُ وعطشتُ أنا أيضاً. َأظـُِلمتـُمْ؟ لقد كنتُ مُستهدفاً لكل أنواع المظالم وأقصاها. لقد شاركتُ البشرية في كل أتعابها وأوجاعها وآلامها التي ورثتها بشريتكم وصارت في أجسادكم نتيجة لعنة الخطية.

وطبعاً المسيح هو من غير خطيئة وبدون لعنة، إذن، فكونه يشارك آلامنا، تكون مشاركته عالية القيمة جداً جداً، فهي تنضح علينا، وتعود علينا قوة القدوس البار الذي بلا لوم، الذي صار رئيس كهنة، لكي يكون رحيماً فيما لله، لكي يعيننا نحن المُجرَّبين. كذلك فإن الجهد والتعب، والأحزان بأنواعها، الضيقات بكل صنوفها، هي أيضاً شارَكَنا المسيح فيها. تنازل عن مجده، رفع العصمة عن نفسه، قال مَرحباً بالآلام، مع أن الألم لا يستطيع أن يَقْرَبَـه؛ فمن هو الذي يستطيع أن يؤلمِّ ابن الله؟! ولكن هذا هو مسيحنا الذي رفع اللعنة عن عرق الجبين لأكل الخبز، ورفع اللعنة عن جميع الأوجاع والأمراض وحوَّلها إلى شركة حب. لذلك نحن عندما ندخل في مثل تلك الآلام ننظر لمن تألم معنا بها، مثلنا تماماً، ونستمد منه العون.

إن من يحيا في المسيح، من يمُسك في المسيح، لن يصير له الألم بعد لعنة، لن يُحسب عليه أي ظلم أو جور أو حزن أيّاً كان أنه لعنة أو غضب أو تخلية؛ بل ستتحول الحياة كلها إلى لذة، إلى حب ومشاركة حب. نحن لم نعُد نعيش بعد لأنفسنا؛ بل للذي مات من أجلنا وقام. لقد صرنا مربوطين بالمسيح ارتباطاً لا انفصال فيه، لا يُخلخله ألم، ولا تؤثر فيه مظالم أو أمراض أبداً. لا تخلية بالنسبة لأولاد الله أبداً. آلامك لم تعد لك، يا حبيبي، أفراحك هي أيضاً ليست لك، كل الحياة أصبحت له. بل أقول سرّاً‏:‏ إنك ستحس بالمسيح في أحزانك وآلامك أكثر من إحساسك به في أفراحك.
لقد دخلت الحياة برمتها في المسيح يسوع هذا الذي عاش حياتنا مثلنا تماماً.

سؤال‏:‏ هل نحن عملنا شيئاً ولم يعمله هو؟! هل نحن مررنا على أية قامة وهو لم يمر عليها؟! هل تألمنا نحن بنوع ألم لم يختبره أو يَجُزْهُ المسيح؟!

لقد استقطب المسيح كل الآلام اليومية الطبيعية، رفع عنها عنصر اللعنة المتغلغلة في سائر حياتنا. وبالتالي صارت أتعابنا وأمراضنا وأوجاعنا كلها الآن، لا تمتُّ للَّعنة الأولى بصلة. لم يعُد للخطية سلطان. أما الآلام التي قد نجوزها الآن، فهي بركة، إنها شركة في المسيح. فكل ضيق وألم نجوزه الآن، هو من يد الله، لكي ننمو في الله.

صورة عجيبة، يا أحبائي، لقد تحولت الحياة اليومية إلى حياة فوق الزمن.
فمع الله في المسيح يسوع، لم يعد هناك بعد لعنة، لم يعد هناك انفصال عن الله، والانفصال هو اللعنة بعينها. الآن، نحن نحيا لا لأنفسنا، ونتألم لا لأنفسنا؛ لأن ابن الله مات عنا، ليعيدنا إلى الله كاملين في الحب. لذلك أصبحت الآلام اليومية لكل أولاد الله هي شركة حب ووقود لإشعال القلب كل يوم بحبه. وكأننا لا نتألم وحدنا ولا نحيا لذواتنا بل نتألم لنـزداد قُرباً من الله، ونزداد حباً فيه وحياة.
ها هو ذا الختن يأتي في نصف الليل فطوبى للعبد الذي يجده مستيقظااما الذي يجده متغافلا فهو غير مستحق فانظري يا نفسي ألا تستغرقي في النومويغلق عليك خارج الملكوت وتسلمي الى الموتبل كوني منتبهة صارخة : قدوس قدوس قدوس انت يا الله.
من اجل جميع قديسيك ارحمنا.


مع محبتي للجميع بالمسيح ربنا آمين
أسبوع مبارك للجميع
سامر يوسف الياس مصلح
بيت ساحور - 14/04/2014
 See

من هو يسوع

 Click: Greek Orthodox Patriarchate of Antioch and All The East
Islam tag in our blog
مقالات باللغة العربية (arabic articles - tag)

Δεν υπάρχουν σχόλια: